إما الوصاية أو التحرش !!
هذا المفهوم وان شئنا (التهديد الضمني المبطن ) يتبناه البعض كـ ( بعبع ) يلوحون به لتبرير خيبة توجههم وسوء تدبيرهم تجلى ذلك على خلفية الحدث : مفاده ان شخصاً غافل إمرأة وتحرش بها جسدياً داخل مطعم في الرياض فجاءت أغلب التعليقات والتغريدات تشي إن بشكل مباشر او ضمني بأن المرأة المذكورة " بقطع النظرعن جنسيتها " بلا وصاية أو رجل يحميها ان صح التعبير وإلا لما حصل ما حصل ! من المعيب جداً لا بل من المخزي مجرد الإشارة أو التلميح بأن رجاحة الأخلاق واستقامة التفكير لا تظهر و تسمو إلا بوجود ( عصا الوصي !) ومن المعيب والمخزي ايضاً ان تتأتى هذه المفارقة العجيبة إما الوصاية أو التعرض للتحرش ! ألا ترون ان ذلك تناقض فاضح وسافرلا بل مراهنة مبتذلة وسخيفة .
لن اخوض في أمور فقهية وشرعية قد لا نتقاطع عليها بالاتفاق لكن مسألة ( إما , أو ) فرضية لا يمكن بحال سحبها او الاعتداد بها في هكذا أمور فالمرأة قد تضطر لأي سبب للخروج بلا وصي فهل هذا يعني ان تكون فريسة رهن التحرش وإن اردنا المصارحة لقمة سائغة متاحة تُخول الذئاب لنهشها .
لا اعتقد ان هذا السلوك يصعب تطبيقه فديننا الإسلامي الحنيف زاخر بمكارم الاخلاق وحسن السلوك ولا شك هوالرادع الأكبر لمن أراد ان يرتدع .
بطبيعة الحال لا يخلو الأمر من وجود ذئاب هنا وعاهات هناك لكن من اليسير تحيدهم وتأديبهم .